Return to site

الخط الزمني للتغير المناخي

April 8, 2019

مقدمة

أن مشكلة التغير المناخي في الفترات الأخيرة تؤثر بشكل واسع جداً على نظام الطبيعة والبشرية، وتأثيرها في توسع مع مرور الوقت، وذلك بناءً على مؤشرات درجات الحرارة ومعدل هطول الأمطار، مما أدى الحكومات الى اتخاذ إجراءات فورية لمواكبة التغيرات في المناخ من خلال استراتيجيات العمل المناخي.

فمشكلة التغير المناخي تلعب دوراً كبيراً في التأثير على العديد من الجوانب مما يؤدي الى تأثيرات على السكان والتجار وبالتالي تهديد الوضع السياسي والاقتصادي في المجتمعات، مما قد ينتج عنها -على سبيل المثال- من تأثير مباشر على الزراعة والتي تعد أحد الجوانب المهمة ليس فقط للإنسان بل للحيوان ايضاً.

ففي عام ٢٠٠١ تم تشكيل اللجنة الوطنية الأردنية لتغير المناخ بقرار من رئاسة الوزراء، وفي عام ٢٠١٣ أعدت وزارة البيئة في الأردن سياسة تغير المناخ الوطنية، لتكون كأساس ترتكز عليه الاستراتيجيات والسياسات بشكل عام للاستجابة مع تغيرات المناخ.

الموضوع

لقد صادقت الأردن على خطة أهداف التنمية المستدامة والتي أطلقتها هيئة الأمم المتحدة عام ٢٠١٥ الى جانب ١٩٢ دولة أخرى حول العالم للوصول الى عالم أفضل، وتحتوي خطة أهداف التنمية المستدامة على ١٧ هدفاً تحت شعار "لكي لا يتخلف أحد عن الركب"، من ضمنها الهدف ١٣ "العمل المناخي"، والذي يعمل بشكل مباشر على إيجاد حلول للتجاوب مع تغيرات البيئة والمناخ والتكيف معها والحفاظ عليها للحد قدر الإمكان من المخالفات البيئة والتي تلعب دوراً في التغيرات المناخية.

على المستوى العالمي:

نبذة عن الهدف ١٣ (العمل المناخي)- أهداف التنمية المستدامة:

انبثق الهدف عندما بلغت انبعاثات غاز الدفيئة الناشئة عن الأنشطة البشرية أعلى مستوى لها في التاريخ.

وينشأ عن تغير المناخ، الناتج عن النمو الاقتصادي والسكاني، تأثيرات واسعة النطاق في النظم البشرية والطبيعية بكل بلد من البلدان، وبكل قارة من القارات مما يؤدي الى تأثيرات متراكمة على البلدان المجاورة لتأثيرها على الطبيعة بشكل عام.

وبعد تعرض الغلاف الجوي والمحيطات للاحترار، أصبحت تتناقص مساحات الثلوج والجليد مما أدى الى ارتفاع مستويات البحر. ومن المتوقع أن ترتفع درجة حرارة المسطح العالمي على مدار القرن الحادي والعشرين، وما لم تُتخذ الإجراءات اللازمة من المحتمل أن ترتفع بما يتجاوز ثلاث درجات مئوية خلال هذا القرن.

وفي ضوء ما يحدثه تغير المناخ من تأثيرات في التنمية الاقتصادية، والموارد الطبيعية، وحالة الفقر، أصبحت معالجته تشكل عنصرا معقدا في إطار إنجاز التنمية المستدامة. وسوف يضمن التوصل إلى حلول لتغير المناخ بصورة غير مكلفة ومتصاعدة عدم تعثر التقدم المحرز على مدار العقود السابقة بسبب تلك الظاهرة، وتمتع اقتصادات البلدان بالصحة والقدرة على التكيف.

· حقائق وأرقام

👈 في نيسان/أبريل ٢٠١٨، أبلغ ١٦٨ طرفًا مساهماتهم الأولى المحددة وطنياً في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ ضمن اتفاقية باريس*.

👈 واعتبارًا من نيسان/أبريل ٢٠١٨، نجحت ١٠ دول نامية في إكمال وتقديم أول شرح لخططها الوطنية للتكيف من أجل الاستجابة لتغير المناخ.

👈 تواصل الأطراف من البلدان المتقدمة إحراز تقدم نحو هدف الحشد المشترك لمائة مليار دولار سنوياً بحلول عام ٢٠٢٠ لتنفق في إجراءات التخفيف من تغير المناخ.

والآن بفضل الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ، نحن نعلم الآن أن:

  • من ١٨٨٠ إلى ٢٠١٢، ارتفع متوسط ​​درجة الحرارة العالمية بنسبة ٠.٨٥ درجة مئوية.
  • تسبب كل ١ درجة من زيادات درجة الحرارة في انخفاض غلة الحبوب بنحو ٥٪. وقد شهدت الذرة والقمح والمحاصيل الرئيسية الأخرى انخفاضًا كبيرًا في الإنتاجية على المستوى العالمي البالغ ٤٠ ميغاطن في السنة بين عامي ١٩٨١ و٢٠٠٢ بسبب المناخ الأكثر دفئًا.
  • بالنظر إلى التركيزات الحالية لغازات الدفيئة وانبعاثاتها المستمرة، فمن المرجح مع نهاية هذا القرن أن تتجاوز الزيادة في درجة الحرارة العالمية ١.٥درجة مئوية مقارنة بالفترة من ١٨٥٠ إلى ١٩٠٠، وهذا سيؤدي الى ارتفاع حرارة المحيطات وسيستمر ذوبان الجليد. من المتوقع أن يبلغ متوسط ​​ارتفاع مستوى سطح البحر ٢٤ – ٣٠ سم بحلول عام ٢٠٦٥ و٤٠ – ٦٣ سم بحلول عام ٢١٠٠، وستستمر معظم جوانب تغير المناخ لعدة قرون حتى إذا توقفت الانبعاثات.
  • ارتفعت الانبعاثات العالمية من ثاني أكسيد الكربون بنسبة تقرب من ٥٠٪ منذ عام ١٩٩٠.
  • نمت الانبعاثات بسرعة أكبر بين عامي ٢٠٠٠ و٢٠١٠ مقارنة مع كل من العقود الثلاثة السابقة.
  • من الممكن باستخدام مجموعة واسعة من التدابير التكنولوجية والتغيرات في أنماط السلوك، الحد من الزيادة في متوسط ​​درجة الحرارة العالمية إلى درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة.
  • سيعطي التغير المؤسسي والتكنولوجي الرئيسي فرصة أفضل من ألا يتجاوز الاحترار العالمي هذه العتبة.

إن مقاصد هدف العمل المناخي تتبلور بتعزيز المرونة والقدرة على الصمود في مواجهة الأخطار المرتبطة بالمناخ والكوارث الطبيعية في جميع البلدان، وتعزيز القدرة على التكيف مع تلك الأخطار، وذلك من خلال إدماج التدابير المتعلقة بتغير المناخ في السياسات والاستراتيجيات والتخطيط على الصعيد الوطني.

كما أن تحسين التعليم وإذكاء الوعي والقدرات البشرية والمؤسسية للتخفيف من تغير المناخ، تساهم في التكيف معه، والحد من أثره والإنذار المبكر به، من خلال المتابعة والتقييم والمعرفة المباشرة بالمعاير والتطورات من خلال الحصول على المعلومات المشتركة من خلال الاتفاقيات التي تمت خلال الفترات السابقة.

وبناءً على ذلك تتعهد البلدان المتقدمة في النمو بتنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ من التزام بهدف التعبئة المشتركة لمبلغ قدره ١٠٠ بليون دولار سنويا بحلول عام ٢٠٢٠ من جميع المصادر لتلبية احتياجات البلدان النامية، في سياق إجراءات التخفيف المجدية وشفافية التنفيذ، وجعل الصندوق الأخضر للمناخ في حالة تشغيل كامل عن طريق تزويده برأس المال في أقرب وقت ممكن، وذلك لما من تأثير مشترك على البلدان بخصوص التغيرات المناخية.

وبالإضافة الى ذلك تلتزم البلدان بتعزيز آليات تحسين مستوى قدرات التخطيط والإدارة الفعالين المتعلقين بتغير المناخ في أقل البلدان نمواً، بما في ذلك التركيز على النساء والشباب والمجتمعات المحلية والمهمشة من خلال التوعية في أحد الجوانب، فمشكلة التغير المناخي تقف على عاتق الجميع من أفراد ومؤسسات وحكومات.

رجوعاً بالتاريخ على مستوى الأردن

قبل ذلك انضمت الأردن الى اتفاقية المنظمة العالمية للأرصاد الجوية(WorldMeteorological Organization- WMO)- في ١١ تموز/يوليو ١٩٥٥.وهي منظمة تنشر وثائق سياسات، ولائحة فنية ذات مرافق، وأدلة من أجل المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا التابعة للأعضاء.

وذلك بهدفتيسير التعاون بين أعضاء المنظمة في مجالي الأرصاد الجوية والهيدرولوجيا، العمل بأنجح السُبل على تلبية احتياجات محددة في مختلف ميادين استخدام الأرصاد الجوية والهيدرولوجيا التطبيقية على الصعيد الدولي بالإضافة الى ضمان الاتساق والتوحيد القياسي في الممارسات والإجراءات المستخدمة في تحقيق الأهداف بشكل عام.

إذ أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية هي وكالة متخصصة من وكالات الأمم المتحدةتضم ١٩٢ عضواً من الدول والأقاليم. وهي صوت منظومة الأمم المتحدة ذو الحجيّة بخصوص حالة وسلوك الغلاف الجوي للأرض وتفاعله مع الأراضي والمحيطات، والطقس والمناخ الناجمين عن هذا التفاعل، وتوزيع الموارد المائية الناتج عن ذلك، فهي منظومة متكاملة تعمل عليها البلدان على مستوى عالمي للحد من التغيرات المناخية المترابطة بعدة عوامل بما أن نُظم الطقس والمناخ ودورة المياه لا تعرف حدوداً وطنية.

وعلى خلفية ذلك مع إمكانية توفر المعلومات والتعاون على المستوى الدولي بهدف سلامة وأمن المجتمعات، الرفاه الاقتصادي وحماية البيئة بشكل أساسي تم صياغة العديد من السياسات في هذه المجالات على الصعيدين الوطني والدولي في الأردن.

فالأردن تعمل منذ وقت يسبق الاتفاقيات الحديثة على اتخاذ إجراءات فعلية تجاه التغيرات المناخية والعمل البيئي بشكل عام، فقد تم إطلاق ورقة سياسات بعنون "تغير المناخ في الأردن: الفرص والتحديات"، وذلك بناءً على التغيرات السابق ذكرها، فقد أدركت الأردن مبكراً أهمية اتخاذ اجراء فوري تجاه البيئة والعمل المناخي.

الخاتمة

تعلم الحكومات ضمن ١٧٥ كيان أهمية اتخاذ إجراء تجاه العمل المناخي، ومدى تأثير العمل المناخي على نواحي الحياة المختلفة أبرزها في الجانب السياسي والاقتصادي، لذلك بدأت العديد من الدول باتخاذ الخطوة الأولى من خلال احتضان الاتفاقيات والبدا بتحفيز البلدان على اتخاذ إجراءات في نواحي مختلفة للحد من التأثيرات السلبية التي تطرأ بالوقت الحالي على البيئة والمناخ.

إن التغير المناخي لا يرتبط بدولة واحد وإنما هو على الصعيد الوطني، لذلك على البلدان المتقدمة في النمو مساعدة البلدان النامية على تحقيق العمل المناخي الجيد واتخاذ التدابير اللازمة المتعلقة بتغير المناخ في السياسات والاستراتيجيات والتخطيط، لعدم تأثير هذه الدول النامية في المستقبل على الدول المتقدمة.

إن التقدم الاقتصادي والاجتماعي والاستقرار في البلدان المتقدمة قد يتأثر بشكل كبير جداً في حال حدوث خلل بيئي أكبر في المستقبل، ولذلك تعد قضية التغير المناخي قضية وطنية وعلى البدان التكاتف لحلها، فهي عبارة عن سلسلة تبدأ بفعل صغير لكن سرعان ما تتوسع وتنتشر بشكل سلبي إذ لم تتم ملاحظتها.

المصادر

*اتفاقية باريس: هو أول اتفاق عالمي بشأن المناخ.جاء هذا الاتفاق عقب المفاوضات التي عقدت أثناء مؤتمر الأمم المتحدة ٢١ للتغير المناخي في باريس في ٢٠١٥، حسب لوران فابيوس الذي قدم مشروع الاتفاق النهائي في الجلسة العامة، فإن هذا الاتفاق مناسب ودائم ومتوازن وملزم قانونيا. صدق على الاتفاق من قبل كل الوفود ١٧٥ الحاضرة في ١٢ديسمبر ٢٠١٥.

يهدف الاتفاق إلى احتواء الاحترار العالمي لأقل من درجتين وسيسعى لحده في ١.٥درجة، وسيتم إعادة النظر في الأهداف المعلنة بعد خمس سنوات، وأهداف خفض الانبعاثات لا يمكن استعراضها على نحو أعلى وقد وضع كحد أدنى قيمة ١٠٠ مليار دولار أمريكي كمساعدات مناخية الدول النامية سنويا وسيتم إعادة النظر في هذا المبلغ في ٢٠٢٥ على أقصى تقدير.